أشار حسين معصومي همداني، عضو هيئة التدريس في مؤسسة الحکمة والفلسفة الإيرانية للدراسات الی وجود هذه الفکرة لدی الغرب بعدم قدرة المسلمين على إنتاج العلم وقال: عندما نتحدث عن العلوم الإسلامية فإن هذا الامر یکرر هذا الادعاء بأن هذه العلوم ليست علوما إسلامية وان المسلمین لیس لهم أي نصیب في نشاه العلوم الحدیثة.
"العلم  الغربي"  يتجاهل دور المسلمين في نشأة العلم الحديث
ایبنا – وأشار حسین معصومي همداني الی التباين في العلوم الإنسانية مع التخصصات الأكاديمية الأخرى وقال إن القضايا والحلول في العلوم الإنسانية وعلى النقيض من المجالات الأخرى ليست واضحة تماماً وحتى من حيث المفاهيم والكلمات لا يوجد هناک إجماع حولها.
وتابع همداني ان أولئك الذين يستخدمون العلم بشكل مطلق فان ما يقصدونه هو أن ما كان قبل العلم الحديث كان في الأساس شيئا آخر (غير العلم) ولم يكن علما اصلا.
وأضاف: عندما نسمع مصطلح العلوم الغربية فإننا نتصور منطقة جغرافية في  أذهاننا في حين أن جميع المناطق الغربية ليست دخیلة في إیجاد هذا العلم بشکل سوي.  فعلى سبيل المثال فإن دخول أمريكا الى دائرة العلم هو ظاهرة جديدة للغاية لكن عندما نسمع مصطلح العلم الغربي فإن اسم أمريكا یتداعی في  أذهاننا. لذلك فعندما نستخدم مصطلح العلوم الغربية يجب أن نستخدمه بحيطة وحذر.
وذکر هذا الباحث في مجال التاریخ وفلسفه العلم بأن مفهوم العلم الحديث أكثر تعقيدًا بعض الشيء لأنه لا يوجد قيد جغرافي له وان هذا العلم كان جزءًا من التحول الذي تطور في الغرب وسمى بالحداثة  وهذه المصطلحات العلمية الحديثة والعلوم الغربية لها سلسلة من التبعات الضمنية لوجود هوية حقيقية وتاريخية خارجها وکذلک لوجود وحدة محددة.
وأضاف بأن المستشرق الفرنسي، إرنست رينان کان يعتقد بأن لغة كل دولة تعكس حالة شعبها وان اللغة الأوروبية هي لغة الفكر واللغة السامية هي لغة التعبير عن المشاعر والعواطف. وبالتالي اعتقد رينان بأن العلم في الأساس أوروبي حیث یقول في مقدمة كتاب ابن رشد وابن رشديان بإنه لم يحدث شيء في العالم منذ انقراض روما حتى العصور الوسطى. كان إرنست رينان يعني أن المسلمين لم يكونوا فلاسفه بل كانوا شارحي أفکار اليونانيين لأن لغتهم كانت العربية وحتى العلوم في العصر الإسلامي كانت عبارة عن سرقة العرب للعلوم اليونانية.
وأضاف همداني بأن وراء كل هذه المفاهيم هو الايحاء بفکرة عجز المسلمين عن إنتاج العلم حیث عندما نتحدث عن العلم الإسلامي فإنه في الحقيقة تكرار غير مقصود لهذا الادعاء بأن هذه العلوم ليست علوم إسلامية.
واستطرد یقول: ان النظريات والآراء ليست بريئة ومحايدة في شرح التغيرات التي حدثت في أوروبا في القرنين السادس عشر والسابع عشر وأدت إلى تغير في العلاقة بين الإنسان والطبيعة لوجود نوعين من النظريات: بعضها يعطي الأولوية للتغيرات الاجتماعية والمادية حیث يعتقد بأن هذه التغيرات غيرت وجهة نظر الإنسان تجاه العالم وان هذه النظرة أحدثت تغيرات اجتماعية واقتصادية ، لكن النقطة التي يجب أخذها بعين الاعتبار هي أن أيا من هذه الأشياء وحدها لا يفسر هذه التغيرات.
وخلص همداني في ختام کلمته الي القول ان التطورات الجديدة لم تكن متشابهة في جميع أنحاء أوروبا ففي أوائل القرن العشرين كانت لا تزال هناك مجتمعات في أوروبا لديها نظرة شمولیة مشابهة للقرن السادس عشر. بالإضافة إلى ذلك فإن هذه المفاهيم تنکر دور المسلمين في ظهورالعلوم الحديثة.
رقم : 264086
https://www.ibna.ir/vdcfcjd0vw6dvxa.kiiw.html
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني