يتضمن كتاب "بينظير بوتو، ابنة الشرق" مذكرات بينظير بوتو رئيسة وزراء باكستان الفقيدة والذي كتب بقلمها وترجم على يد علي رضا عياري الى الفارسية.
ايبنا – وتسعى المؤلفة في هذا الكتاب وبلغة سلسة تصوير حياتها المتقلبة والتي تشمل تجاربها وخبراتها وذكرياتها الحلوة والمرة. وقد تطرقت بينظير بوتو في هذا الكتاب الى الاضطرابات السياسية واللحظات الحزينة في حياتها والانتصارات والاوقات الطيبة والنضالات السياسية وحياتها الاسرية وحياتها في المنفى وادانتها وامها بالسجن ووفاة شقيقيها المشكوك فيها ورئاستها لمجلس الوزراء و...
ويشتمل الكتاب على 17 فصلا بما فيها "اغتيال والدي"، "سنوات السجن"، "اخبار وانعكاسات الحضور في المرتضى، تجربتي الاولى في الديمقراطية"، "اخبار وانعكاسات الحضور في المرتضى، احلام القبول في اكسفورد"، "اخبار وانعكاسات الحضور في المرتضى، خيانة ضياء الحق"، "اخبار وانعكاسات الحضور في المرتضى" قتل والدي قضائيا، "الحياة الانفرادية في سوكور"، "المسجونة في السجن القديم لوالدتي في كراتشي"، "عامان في السجن الفرعي"، "سنوات النفي"، "وفاة شقيقي شاه نواز"، "العودة الى لاهور ومذبحة اغسطس 1986"، "الزواج من اصف زرداري"، "امل جديد لنيل الديمقراطية"، "تحطم طائرة ضياء الحق وفوز الشعب في الانتخابات"، "رئاسة الوزراء وقضايا الساعة". كما يتضمن الكتاب في نهايته البوما للصور عن المراحل المختلفة لحياة بنيظير بوتو.
وقالت بوتو في مقدمة الكتاب "انا لم انتخب الحياة بل ان الحياة هي التي انتخبتني. لقد ولدت في باكستان وان حياتي انطوت على حالات مختلفة من الاضطرابات والتقلبات واللحظات المحزنة وفي الوقت ذاته الانتصارات والاوقات السعيدة".
وتقول بوتو في الفصل الثالث من الكتاب انها تذوقت للمرة الاولى طعم الديمقراطية في امريكا واضافت "لقد امضيت اربع سنوات من عمري هي الاكثر ابتهاجا وفرحا في ذلك البلد. والان استطيع ان اغلق عيني واتصور باحة جامعة هارفارد – رادكليف، واحمرار واصفرار اوراق الاشجار في الخريف. فكان السؤال يطرحه علي زملائي في الدراسة، باكستان؟ اين تقع باكستان. في تلك الفترة كان الرد سهلا فجاء، ان باكستان هي اكبر بلد اسلامي في العالم".
وتشير بينظير بوتو في الفصل الثامن من كتابها الى قبوعها في السجن وتقول: كان وزني يتراجع شيئا فشيئا. وقال مسؤولو السجن ان من المقرر ان ادان بالاعدام. وجاءت السجانة يوم 16 ابريل بعد خمسة اسابيع من دخولي الى سجن سوكور فقالت: وظبي امتعتك لانك ستنتقلين الى كراتشي. سألت لماذا؟ صحتك في خطر. سننقلك الى كراتشي. وقال لي الضابط في مطار كراتشي سأنتقل الى المنزل ففرحت كثيرا، لكن سرعان ما انهارت احلامي. وبعد ان فحصني الطبيب قال: ان اطباء سوكور كانوا يظنون انك مصابة بسرطان الرحم. اني غير واثق. يجب ان نجري المزيد من الاختبارات. السرطان؟ وانا في الثامنة والعشرين من العمر".
وتتطرق بينظير بوتو في الفصل الحادي عشر الى سنوات النفي في بريطانيا ودبي وتقول: رغم اني كنت طليقة لكني كنت اخشى الخروج من المنزل. وكلما كنت اضع قدمي خارج باب المنزل كانت عضلات بطني ورقبتي وكتفي تنقبض. وبعد سنوات من الحياة في العزلة وخلف قضبان السجن كان الناس في الشارع يشكلون تهديدا لي ... حاولت اظهار اني اتحلى بالثقة بالذات واخفاء خوفي وقلقي عن الاخرين. ان سنوات الاسر وتصرف الحكومة العسكرية الباكستانية مع اسرتي جعلتني اكون انسانة فوق ارضية في عيون الكثير من الباكستانيين.
وتشرح رئيسة وزراء باكستان السابقة في كتاب مذكراتها وفي الفصل الرابع عشر منه كيفية زواجها من اصف علي زرداري وتقول: عندما كانت امي وصنم تأخذانني نحو منصة الزواج في البستان، امسكت صنم بالجانب الاخر من البرقع الزهري اللون الذي كان يغطي وجهي وقالت بهدوء: لا تمشي سريعا. لم تتأخري لجلسة عامة. وكانت الخالة بهجت التي تحمل مصحفا شريفا على رأسي تحاول التحكم بمشاعري وتهمس في اذني: العروس تمشي بوقار. وعندما اصبحت فوق منصة الزواج حاولت ان انظر الى الارض بوقار".
وتناولت بوتو في الفصل الاخير من الكتاب القضايا المتعلقة بتوليها رئاسة الوزراء وقالت: اديت اليمين الدستورية يوم 2 ديسمبر 1988 كأول رئيسة للوزراء منتخبة في العالم الاسلامي. ان الشعب الباكستاني ومن خلال انتخابه امرأة لرئاسة الوزراء وضع جانبا تعصبه وتعنته وتحجره. وكان فخرا كبيرا لي وفي الوقت ذاته مسؤولية جسيمة تثقل كاهلي".
وفي ختام الكتاب هناك البوما للصور بما فيها صور اجيال السياسيين بمن فيهم جد بينظير بوتو (شاه نواز خان بوتو قبل استقلال باكستان عام 1947) ووالدها ذو الفقار علي بوتو ووالدتها نصرت وهي تنحدر من اصول ايرانية وانتخبت من قبل الشعب كنائب في البرلمان.
وقد صدرت الطبعة السادسة لكتاب "بينظير بوتو، ابنة الشرق" عن دار "اطلاعات" للنشر، في الف و 50 نسخة. ويقع في 575 صفحة ويباع
بـ 16 الف تومان ايراني. وكان الكتاب صدر في طبعته الاولى عام 2007.
ک.ش/ط.ش