ايبنا: يعالج المؤلف في هذا الكتاب انجازات المسلمين في العصر الأموي ويعتبر العصر العباسي الأول (132ـ232 هجري قمري) فترةً وصل المسلمون فيها الی ذروة الإزدهار الحضاري. يقول المؤلف أن الازدهار العلمي في العصر العباسي تسبب بانتشار هذه الفكرة بأن الانجازات التي حققها المسملون كانت مرهونة باعمال ومبادرات العباسيين وتشجيعهم للعلم والعلماء ودفعهم لمبالغ باهضة في سبيل نشر العلم.
المشكلة الأساسية التي تواجه الباحثين في تاريخ الحكومة الأموية هي أن كافة المصادر التي ألفت بعد عهد الأمويين، خاصة في الحقبة العباسية، كتبت بواسطة أعداء الأمويين وبما أنه لاشك في عداوة العباسيين للأمويين فإن الباحثين يجدون أمامهم طريقاً مشبوهاً ومبهماً، ويصعب لهم كشف الحقائق عبر الكتب المؤلفة في عصر العباسيين (عن الأمويين).
فليعرف الباحث مدي مواجهته للمشاكل المتعددة عند البحث عن البلدان الإسلامية في عهد الأمويين خاصة وإن كان عمله الدراسي يركز علی العلم والحضارة لأن البعض يربطون انجازات المسلمين العلمية
بالحكام الأمويين، والبعض الآخر يخولها الی إهتمام العباسيين.
وعلی الباحث أن يراجع ويدقق في البداية في التواريخ العامة ورغم أن معظم المؤرخين اهتموا بكتابة الأحداث السياسية والحربية بيد أن هناك توجد تصريحات أو حتی اشارات عن الشؤون السياسية والإجتماعية والثقافية وحتی الإقتصادية في تلك العصور. ومن الواضح أن استخراج المعلومات المفيدة والمرتبطة من بين آلاف صفحة تاريخية عامة أمر في غاية الصعوبة لكن الباحث يصل الی نتائج مفيدة بهذه الطريقة ويحقق أهدافه. ثم عليه أن يركز بشكل خاص علی المصادر التی لها ارتباط مباشر بالموضوع.
ويحاول هذا الكتاب البحثي العثور علی الحقائق في الإنجازات العلمية والحضارية للمسلمين في الحقبة الأموية بتصفح الكتب التاريخية والتعمق والتدقيق في النصوص التاريخية الإسلامية. ويقدم دراساته في أربعة فصول "المطالب العامة" و"بنيان المجتمع الأموي"، "الحضارة في العصر الأموي" و"النتيجة".
الفصل الأول لهذا الكتاب يقوم بمعالجة ونقد المصادر وتقديم المصطلحات والمساحة الجغرافية في عصر الحكومة الأموية. الفصل الثاني يتناول بنيان المجتمع في عهد الأمويين في اطار السكان والأديان والفرق والمذاهب والطبقات الإجتماعية. الفصل الثالث يضم وجهات نظر الكاتب عن العلم في عهد الحكومة الأموية. والفصل الرابع يلقی الضوء علی الظواهر والمؤسسات الحضارية في عهد الأمويين. ويذكر الكاتب في هذا الفصل التنظيمات السياسية والإدارية والمالية والقضائية والعسكرية للأمويين ويستعرض في قسم آخر الموسيقی والعمارة الإسلامية في تلك الحقبة.
وقد استفاد الباحث في تأليف الكتاب من حوالی 250 عنوان كتاب و معظمها من المصادر التاريخية الهامة عند المسلمين وبعضها مصادر ألفها المستشرقون الأوروبيون عن المواضيع المختلفة الفنية والإجتماعية والثقافية وحتی السياسية المرتبطة بالمجتمع الإسلامي طوال التاريخ.
ومن بين هذه الكتب يمكن الإشارة الی:
"تاریخ الیعقوبی" لإبن واضح اليعقوبي
"تاریخ الرسل و الملوک" لأبي جعفر محمد بن جریر الطبری
"الاخبار الطوال" لأبي حنیفه احمد بن داوود الدینوری
"مروج الذهب و معادن الجوهر" لأبي الحسن علی بن الحسین المسعودی
"الکامل فی تاریخ الطبری" لعزّالدین ابوالحسن علی بن محمد الجزری المعروف بابن اثیر
"البدایة و النهایة" لعماد الدین اسماعیل بن کثیر دمشقی
"الطبقات الکبری" لمحمد بن سعد
"الاصابة فی تمییز الصحابة" لابن حجر العسقلانی
"وفیات الاعیان و انباء ابناء الزمان" لابن خلکان
"انساب الاشراف" لاحمد بن یحیی البلاذری
"معجم رجال الحدیث" لآیة الله سیدابوالقاسم خویی (ره)
"جامع الرواة" لمحمـد بن علی الاردبیلی
"اعیان الشیعة" لسید محسن امین العاملی
"الانساب" لعبدالکریم السمعانی
"فتـوح البلدان" للبلاذری
"فتوح مصر و اخبارها" لأبي القاسم عبدالرحمن بن عبدالحکم
"الفتوح" لاحمد بن اعثم الکوفی
"صبح الأعشی فی صناعة الانشاء" لاحمد بن علی القلقشندی
"العقد الفرید" لابن عبدربّه
"الاغانی" لابي الفرج الاصفهانی
"الحیوان" لابي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ
"الفن الإسلامي؛ اللغة والبيان" لتيتوس بوركهارت
"الفن الإسلامي" لارنست كونل
"فجر الإسلام" و"ضحی الإسلام" لأحمد أمين
"تاريخ التمدن الإسلامي" و"تاريخ آداب اللغة العربية" لجرجي زيدان
"تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي" لحسن ابراهيم حسن
وبالامكان اعتبار هذا الكتاب مصدراً دراسياً لطلاب فرع التاريخ وحضارة الأمم الإسلامية وكذلك للمؤسسات البحوثية التی تنشط في مجال تاريخ العلم والحضارة ولكل المعجبين بتاريخ الثقافة والحضارة الإسلامية.
وصدرت الطبعة الأولی لكتاب "الحضارة الإسلامية في العصر الأموي" في 432 صفحة وبسعر 60 الف ريال عن دار نشر "جاب و نشر بينالملل".