وکان الشهید آیة الله سید محمد بهشتي (ره) استشهد مثل هذا الیوم من عام 1981 اثر تنفجير مقر الحزب الجمهوري الاسلامي مع 72 من أنصار الثورة الاسلامیة. وبهذه المناسبة نمر علی بعض ما کتبة الشهید في کتابه "المعرفة من منظور الفطرة".
"المعرفة من منظور الفطرة"
وهذا الکتاب یمثل مجموعة من دروس الشهید بهشتي تحت عنوان "المعرفة" القاها في صیف عام 1980 أمام طلاب حزب الجمهوریة الاسلامیة نقرأ في مقدمتها: لقد كان التحدي الذي أوجدته الافکار المارکسیة في تلك السنوات في أذهان الثوار والناشطين یتمثل في هذه الفکرة الغربیة المنشأ بأنها الفکر الوحید لدی الثوار آنذاک. الامر الذي دعا الدکتور بهشتي الی توضیح الفکر الاسلامي أمام هذه الافکار وتجهیز اعضاء الحزب الجمهوري بسلاح المنطق والمعرفة أمام الجماعات السیاسیة التي کانت تستند علی العقیدة المارکسیة خاصة في تلک الاجواء الملیئة بالافکار والعقائد المختلفة والتي کانت تنفذ سمومها في المجتمع بلا هوادة.
وأشار مؤلف الکتاب الی موضوع طرح القضایا الفلسفیة وبعيداً عن التعقید المعمول حول أهمیة معالجة موضوع المعرفة في مجتمع کان یحمل ترسبات الافکار المارکسیة والمادیة حیث یقول الشهید بهشتي بهذا الصدد: ان ما يميز البشر عن سائر المخلوقات، حريته وحرية الانتخاب وعلیه فإن المعرفة تعتبر مقدمة لحریة الانتخاب.
ومن بین الاسئلة والاجوبة حول موضوع المعرفة تم طرح هذا التساؤل: ماذا نتوقع من المعرفة؟ نحن نتوقع بأن الدور الأساسي للوعي هو أن نكون واقعيين لأن الفکر الذي لایعمل علی اظهار الحقیقة ویقوم بزرع هذا الاعتقاد في أذهاننا فإننا سوف ننخدع به لأن الدور الرئیسي والقیمة الحقیقیة للمعرفة تکمن في حقیقته وواقعیته .
وعلیه فإن الشيء الأكثر أهمية في موضوع المعرفة هو الحصول علی معايير واطر تساعدنا في الحصول على المعرفة.
للمعرفة أنواع تتأتی عن طریق الحواس أو ماشابهها. فهي تحصل عن طریق التجربة والتحلیل والترکیب وتمحیص حالات التوعیة والادراک وکذلک عن طریق الاشراق والعرفان والوحي.
تعریف الفکر
الفکر هو موضوع یطرح علی السائل. فمثلاً موضوع التفاحة التي تسقط علی الارض والتي تفتح عدداً من التساؤلات حولها لتعطي الانسان عدداً من العناصر الاساسیة للوعي والادراک لیقوم بعدها بالبحث عن نتیجتها حیث یمکن الاطلاق علی عملیة الاستنتاج والتمحیص حول هذا الموضوع بالفکر.
